العيد مع المجانين





 بقلمي"ريناد محمد محمود "


★★★★★★★★★★★★★




قبل العيد بتلات أيام، العمارة كلها في حالة فوضه مفيش حد بيتهدى، كل الشقق شغالة كأنها معسكر جيش، الكل بينضف وكله بيزعق في كله، ريحة الكلور مع الكحك ماليين المكان، وكل واحد فيهم عنده كارثة خاصة بيه.


فارس كان نايم في أمان الله، لحد ما صحي على صوت أخته رنا وهي واقفة فوق دماغه بالصوت العالي


رنا: اصحىاااااااا يا حيوان، قومي يا روح أمك العيد داخل وإحنا لسه في الكركبة دي و البيت كلوو قرف و كل النااس نظفت الى احنااا 



فارس فزع وهو متلغبط:


عيد إيه؟! أنا فين؟! أنا مين؟!


رنا: عيد الفطر يا روح أمك، إحنا لازم ننضف البيت، ونجيب الكحك، والمطبخ عامل زي الزريبة و امك هتموتتني يلا شد الهمه كداا معاايه 



فارس حط المخدة على وشه:


انا نايم يا اختي، روحي انتي نظفي انا ماال امي بالحجات دي روحي شوف اي حد يساعدك 



رنا خطفت المخدة من عليه


رنا: قم حالا يا غبي قبل ما ماما تصحى وتقطعنا إحنا الاتنين حتت حتت هي اصلا قيلالي اني انزف انا و انت قوم بققى حراام علليبك 



فارس: يشيخه غوةري في دهيه بققى الواحد مش طاايق نفسه عااوووز انااام 



رنا شدت رجلو من على السرير لحد ما وقع على الارض 


فارس: اهه يا بنت الل.......  و ديني ما انا سايبك قال كدا و طلع يجري وراها


وفي نفس العمارة، في شقة مختار، كان بيحاول يهرب من الكارثة اللي عندهم، لكنه فجأة سمع صريخ أخته كيان وهي بتشد ودنه:


رايح فين يا مختار العيد بعد تلات أيام وإنت رايح تهرب تعالىاااااا هناااااااااااا احناا معندنااش وقتت اصلااا


مختار: كيان اسمعيني، الدنيا مش مستاهلة اننا نتعب نفسينا كداا بالتراب و الميا و المنظفاات 


كيان: مش مستاهلة إيه يا كلب؟ البيت متكركب والكحك لازم يتعمل والمطبخ غرقان دقيق وأنت جاي تهرب و اممك مطلعه ايدهاا من الموضوع و مش رااضيه تعمل حاجه معااانه 



مختار بعياط مزيف: 


وانا مالي بالمطبخ يا بنتي حراام عليكم بقى اناا راجل اقسم بالله 



كيان: و انا اعممل ايه ذنببي ايه اني امي مجبتش بنت تساعدني و جبتللي كللب براس بقرة  بقولك إيه يا مختار، أنا عندي ليك عرض ميتفوتش 


محتار: عرض؟


كيان: اه، هنخلي فارس ورنا ييجوا يساعدونا، ونضحك عليهم ونخلّيهم يعملوا الشغل كله، وناخد إحنا اللقمة الهنية اييه رايك 


مختار بفرحه: كيان، أنا بحبك بحبك ايه دا انا بموووت فيكي 


كيان: اي خدممه يا عمم




و فعلا راحوا لشقة فارس و رنا دخلوا لقوهم متبهدلين في النضافة، والمياه في كل حتة، ورنا كانت بتنفض السجادة بوحشية كأنها بتنتقم منها، وفارس كان شايل سجادة تانية وحاسس إن نهايته قربت.


كيان: هاااااا يا معفنين، عاوزين إيد مساعدة؟



رنا رفعت عينيها وهي بتعرق:


أيوه، انجدوناا بالله عليكم



كيان بشياكة:


يلا نشتغل، احنا هنمسكلكم الحاجات الخفيفه وانتو تعملوا الحاجات التقيله ايبه رايكم 



فارس ببلاهة:


آه طبعا، نشتغل إحنا وانتو تاخدو الحاجات السهلة مش هتنطلي عليا الحركات دي يا نصابين.



مختار بسرعة:


خلاص خلاص، إحنا هنساعدكم بجد بس انتو كماان تساعدونا اشطاا


رنا و فارس: اشطا يا معلم 


طلعت عفاف ام فارس و رنا من المطبخ ضربت عفاف رنا على قفاها



عفاف: انتي يا بت مش بتغسلي السجاد ليبه



رنا: في ايه اماما كنت بتكلم و بعدين اناي ازااي تضربيني كداا وسط النااس هااا



عفاف: يلا يختتي اغسلي السجاد و بلاش شغل برادة 



رنا: مااشي يا ماما مااشي



عفاف: الله ايه الى جابكم هناا يا مختار انت و كياان


كيان: والله يا طنط كناا جايين نعرض عليهم اننا ننظف معاهم و هما كماان ينظفو معاانا تبادل يعني 



عفاف: ماشي يختي انا دخله المطبخ بقى يا عياال



قالت كدا و دهلت المطبخ و هما فضلو يغسلو شويه و يمسحوو شويه و ينظفو السقف شوييه



كيان: اهه يا ضهري يا نااا هموووت 



رنا: انشفي شويه كدااا يا بنتي 



كيان: انا عطشاانه اووي و جعااانه كمااان 



مختار: بنت مفجووعه بصحيح



كيان: و انت ماالك ياض 



رنا: تعاالى يا كياان امسكي السلم عشان مقعش و انا بمسح السقف 



كيان: ماشي يختي قالت كيان كدا وراحت مسكت السلم 



فارس: كياان بقولك اييه 



كيان: اشقييني يا اخوياا 



فارس بتوسل: حياات امكك بلاش نروح نجيب الاجهزة بكرااا (نسيت اقولكم كيان و فارس مخطوبين و مختار و ىنا كمان مخطوبين) 



سابت كيان السلم و قالتت 


كياان: نعممم لييه انشاء الله 



رنا: الله يخربيتتكك يا كياان 



قالت كدل و لسلم اتزحلق من الميا و وقع بيها بس مختار لحقها و و شالها



رنا: اييح الحمدلله 



لقحها مختاار على الارض و مسك دراعو بوجع


ررنا: ااااه يا ضهرري الله يخربيتتك يا مختاار الكللبب ضهري اتقطمم 



مختار: ايه يا شيخه كل داا تررللله 



رنا: خلي في بالك انا خمسه و خمسين كيلوو بسس 



فارس: ما طبتلي كددب بقىى قال خمسه و خمسين كيلو اش حاال ما بتاكلي خمسين رهيف في اليووم



رنا: ملكش دعووة انت يا غيوور ما انت غيراان مني لانك معصعص و فاايح 



كيان: لا مسمحلكيش انتي مش شايفه العضلات ولا اييه يحبيبتي قال معصعص قال



فارس: الله يجبر بخاطرك يا كياان. 




كيان: اي خددمه



رنا: عياال عاار ياتكو القرف 



فضلو يتخانقو لحد ما خلصو تنظيف شقه نصاار الى هو ابوو رنا و فارس وراحو على شقه كيان و مختتار و فصلوووو ينظفو لحد ما طللع عينهم




فارس اههه مش قادر همووت يخربيتكمم



مختاار: يلا بقى هوونا عشان عاوزين ننام شويه 



رنا: انت بتظعتنا يا مختار ولا انا بتهيقلي اصلا بقة بيتهيقلي حجات كدا غريبه الايام دي 



مختار: لأ فعلا انا بطردكم اصلا عاوزيين ننام يعنني ندخل ننام و نسيبكم عييب برضو ولا ايه



كيان: انت صح يا مخميخووو 



مختار: لا دااعي للتسفيق



بصتلو رنا و فارس بقرف



فارس: احنا غيررين من وشك الى يقطع الخميررة من البيت داا 



قال كدا و طلع يجري هو و رناا



دخلت كيان عشاان تنامم هي و مختتاررر 



تاني يوم في الصبح صحيت كياان و لبست و طلعت لي شقه فارس



كياان: افتحوووو يا اهلل ابيت افتحووو



فتحتلها رنا الباب و هي  بتفرق في عيونها 



كياان: اييه كلوو دا عشان تفتحي 



رنا: فيه اييه يا بنتتي حدد يخببط كداااا 



كيان: معللش معلشش بس فيين فاارس اخوكي الكللب داا 



رنا: ليه عاوزاه في ايه اقصد؟؟؟؟ 



كيان: هنروح نجيب باقي الاجهزة 



رنا: ادخليلو



كيان: ادخلوو ايه يا بنت المجنوونه رووحي صحخيي 



رنا: ماشي يختتي 



قالت كدا و دخلت صحت فاار طلع فاارس لي كياان و شعرو منكوش



كياان: الله يخربيتتك اييه شكلك دااا روح روح خد شاور بدل العاار دا



فارس: ماتلمي نفسك يا وبيه انتي عاوززة ايه اخلصصي عاوز اتخممد



كيان: يلا يخويا هنروح نجيب باقي الاجهزة 



فارس: اههعه لا لا لا بالله عليكي يا شييخه الواحد عااوز يناام هموووت منك كدا اقسم بالله 




كيان: يلااا يا فااررس انجزز بقى 



فارس: استغفر الله ربنا على الظالم و المفترري 



دخل فارس و غير هدومه و نزل هو و كيان على المول يشترو باقيت الاجهزة

في المول


فارس كان ماشي وراه كيان وهي ماسكة ورقة فيها الأجهزة اللي لسه ما جابوهاش، بس هو كان ماشي كأنه في جنازة.


فارس بتأفف: كيااااااان، أنا زهقت خلاص بقىااااا، خلصينااااااا انا رجللي اتكسرىت و احنااا في صياام يا كياان الكللب 


كيان: اسكت خاالللص يا فارس يا حبيبي 


فارس وهو بيبص في الورقة: كيان، إنتي مش كنتي جايبة خلاط؟ إيه الخلاط التاني دا 


كيان ببساطة: الأول كان عادي، ده بقىااااا خلاط فيه برامج ذكية ويعمل عصاير لوحده و عبقرري كداا 


فارس بتهكم: طب ما نجيب روبوت يخدمنا بقى و خلاص 


كيان بجدية: فكرة مش وحشة والله يا فرووس 


فارس: يا بنتي، حرااااام عليكي، إحنا لسه هنشيل كل داااااا يالهووي 


كيان: اه، إنت راجل ومسؤول، لازم تساعدني و تشييل ولا ايبه 


فارس: أنا مالي ومال المسؤولية دي عايز أنامممم


كيان بتهديد: لو مسكتش وساعدتني هخلي ماما تجيبك من ودنك وتعلمك يعني إيه احترام الزوجة المستقبلية هاا يا فااررس 


فارس: لااااا، يا شيخةاااااااا، ربنا يستر، يلااااا ننجز و نخللص 


وبعد شوية، كانوا طالعين من المول، فارس كان شايل شنط كتير وبيمشي وراه كيان ولا كأنها عاملة حاجة، كانت ماسكة كيس صغير بس وعاملة إنها تعبانة.


فارس: آه يا ظهري، أنا خلاص قربت أقع 


كيان: ما أنت اللي بتلعب حديد وبتقول أنا فارس القوي شيل بقىااااا زي الرجالة.


فارس: آه انا غيررت راي بقى و خليتني  فارس الغلبان، اللي هيروح في داهية بسببك


في البيت


رجع فارس وكيان كل واحد على شقته، فارس دخل وهو بيرمي الشنط على الأرض وهو بيصرخ:


فارس: ماماااااااا، أنا مش هخرج تاني مع كيان دي طلععت عيين امي


عفاف، أم فارس، خرجت من المطبخ وهي بتبصله بقرف:


عفاف: وانت فاكرني هسيبك ترتاح يعني؟ قم غير هدومك وتعالى، هنروح عند أم مختار وكيان


فارس وهو بيترعش: نعممممممممم؟! ليه بقىااااااا حرالم عليكمم بقىى 


عفاف: هنقعد عندهم شوية، وكمان هنعمل الكحك والبسكوت سوا بالليل يلا اي خدمه افرحو يا عياال 


فارس: لاااااااااا، مامااااااا، مش قادر بجد!


عفاف: قوم بدل ما أروح لوحدي وأفضحك عندهم، هقولهم إنك قاعد بتعيط عشان كيان كانت بتدلع عليك شويه في المول


فارس بسرعة: خلاص هقوم، بس بلاش فضايح مش نااقص اناا 


في بيت كيان


عفاف دخلت ومعاها رنا و  فارس  اللي كان وشه ذي اللي داخل على حكم إعدام، قعدوا في الصالة، وأم كيان كانت قاعدة قدامهم.


أم كيان: نورتونااااااا يا حبايب قلبي اتفضلو اتقضلو 


عفاف: ربنا يخليكي يا حبيبتي، بصوا بقىااااا، إحنا لازم نبدأ نعمل الكحك والبسكوت النهاردة بالليل، رمضان خلص والوقت سرقنا 


كيان بفرحة: وااااااااااااااااااي، أنا بحب يوم الكحك دا اوووي 


مختار وهو بيكح: وأحنا مالنا بالمواضيع دي يا ماما 


عفاف: مالكم؟! هتشمروا وتساعدونا، مش هتاكلوا وتناموا على الجاهز 


فارس وهو بيهمس لمختار: إحنا في كارثة، جهز نفسك احنا هنتشلووح


خلصو القعده و روح كل واحد على شقتو و اخيرااا جه اليل الى كانت كيان مستنياه 


باليل فوق السطح 


كانت الطابليه الكبيرة محطوطة في النص، وعليها العجين والسمسم والسكر البودرة، وريحه  الكحك بدأت تنتشر في الجو. القمر منور والدنيا هادية… لكن مش معاهم، لأن الصريخ والهزار كانوا هما الصوت السائد فوق السطح.


عفاف وهي بتلبس مريلتها! يلا يا عيال كل واحد يمسك حاجة ويساعد، لا حد يفكر يزوغ ولا يقول أنا مالي، الكحك دا لازم يخلص الليلة اه و اعملوو بضميير 


مختار وهو بيبص لفارس بحسرة: قولتلك يا فارس، إحنا جايين على مصيبة، كنت اسمع كلامي ونهرب من البيت المجنون داا 


فارس وهو بيحاول يتماسك: اصبر يا صاحبي يمكن  يغمى عليا ويفتكرو إني تعبت ويسييبوني.


رنا وهي بتحط شوية دقيق على وش فارس: حبيبي، إغمى عليك برحتك، بس حتى وإنت فاقد الوعي، هتمسك العجينة بإيدك التانية وتكمل.


كيان وهي بتضحك: يلا بقى كل واحد يمسك حاجه 


أم كيان بحزم: كيان ورنا هيكونوا مسؤولين عن تشكيل الكحك، مختار وفارس هينقشوا، وأنا وعفاف هنشرف على الشغل.


فارس وهو بيصرخ: ليييييييييه يا ماما؟! أنا راجل محترم، إزاي أقعد أنقش في الكحك كدا دا ظلمم اقسم بالله 


مختار وهو بيعيط بتمثيل: أنا كنت بحلم أبقى مهندس، مش نقاش كحك، يارب عدّي الليلة على خير.


كيان وهي بتقلب العجين بحماس: يا رجالة، اسمعوا الكلام وركزوا، الكحك محتاج حب وإتقان، مش أي كلام.


فارس وهو بيحاول يزوغ: أنا حاسس إني سمعت حد بينادي عليااااا، أيوه، حد تحت في الشارع بينده باسمي، استنوااااا رايح أشوفه سلاموز بقى 


عفاف وهي تشده من ودنه: تعال هنااا، ولا هتسمع غير صوت كفي على قفاك.


رنا وهي بتتكلم بجدية مصطنعة: إيه دا يا ماما؟ فارس وشه أصفر وشكله تعبان، بلاش يخش في العجين وهو في الحالة دي يمكن يمووت 


أم كيان وهي تحط إيدها على جبين فارس بقلق: عندك حرارة يا بني؟


كيان وهي تضحك: أيوه، حرارة الكسل والهروب من الشغل اهه يا رناا انتي و فاارس على الشغل الى بتعملوو دا 


مختار وهو بيحاول يخوفهم: أنا سمعت إن في ناس بيحطوا ملح بدل السكر بالغلط، تخيلوا لو حصل معانا كدا يالهووي انا بقى اكيد هعمل كدا لاني عاوز اناام 


عفاف وهي بتبصله: ما تقلقش، أنت اللي هتدوق أول واحدة، لو كانت ملح، يبقى ساعتها نعرف




مختار: ربنا علة الظالم و المفتري



بدأ الشغل، وكل واحد ماسك جزء، لكن طبعًا الموضوع مكنش هادي، العجين بدأ يطير في كل مكان، مختار قرر ينتقم من فارس ومسح على وشه طبقة دقيق كاملة، فارس ماردش، مسك حفنة سمسم ورشها على شعر مختار، والنتيجة؟ معركة دقيق وكحك فوق السطح، والكل بقى جزء من الحرب الطاحنة.



مسكت كياان العجين و عملت عروسه بيه



كيان: الله بصي يا رنا العروسه الجمييله دي



رنا: الله اعمليلي وحده بقىى ذي بتاعتك عشان نحشيها جبنه و نطيبها 


عفاف وأم كيان بصوا لبعض بقلة حيلة، وبعدين سابوهم يلعبوا لحد ما تعبوا، وبعدها الكل كمل الشغل، وأخيرًا، بعد ساعات طويلة من الضحك والصريخ، الكحك والبسكويت كانوا جاهزين… بس السطح كان محتاج تنظيف أكتر من يوم العيد نفسه



حطت اجلال الكحك في الفرن و فضلو يتكلموو 


رنا: اييه دااا الى في دمااغي دا بحد



كيان: اييه يا بنتيي 



رنا: افتحي با طنط الفررن بسررعه فيي ريحه حريقه 


فتحت اجلال الفررن بسررعه 



اجلال: يالهوووي يا مستهووي دا الكحك اتحرق كلوو دا بسببكم



فارس: الله و احنا مالنا ياولييه. 



اجلال: ما انو فصلتو تتكلمو لحد ما الكحك اتحررق 



خلصو اخيرااا عمييل الكحك 




كيان وهي بتنفض هدومها: أنا مش قادرة، دا كان أطول يوم في حياتي كلهاا 


فارس وهو بيبص للنتيجة: بس حقيقي، ريحته تحفة، والمجهود كان يستاهل بصراحه 


مختار وهو بيقضم واحدة: بس طعمه يستاهل أكتر معنه مش حلو قوي بس يلا 


رنا وهي بتبتسم: العيد دا هيكون أحلى عيد، رغم التعب، بس حسيت إننا عيلة واحدة حقيقية


عفاف وهي بتحضنهم: وإحنا دايما كده، العيلة لما بتشتغل مع بعض، بتفضل مترابطة على طول.


ضحكوا كلهم مع بعض، وبعدها قعدوا فوق السطح يشربوا شاي ويفكروا في الليلة الطويلة اللي قضوها، مستعدين لأول يوم عيد وهم فرحانين، حتى لو كان كل واحد فيهم حاسس إنه مش قادر يحرك عضلة في جسمه بس اهم حاجه انهم مبسوطين 


تاني يوم خبطت عفاف على باب شقه مختاار و كيان



فتحتلها كياان



كيان: اتفضلي يا طنط



دخلت عفاف 



عفاف: امال فيين امك يا بت



كيان! جو يا طنط


عفاف: طب انا دهلالها




دخلتلها عفاف



عفاف: بقولك ايه يا امم مختار



اجلال: قولي يا حبيبتي



عفاف: العيالل عاوزة تجيب لبس العيد لانهم لسه مجبوش تعالى نروح نجيب كلنا مع بعض


اجلال: فكرة حلووة تعالى معايه اقول العياال



عفاف: ناشي




طلعو هما الاتنين و فالو لي كيان و مختاار



كيان: اشطا كدا كدا كنت هنزل انا و رنا و فرطو عليناا


عفاف: خلاص هروح انادي على رنا و فارس و تكونو انتو خلصتو لبس



كيان: ماشي يا طنط



طلعت عفاف قالت لي رنا و فارس و وافقو و نزلوو كلهم تحت و اخد اجلال و كيان و مختاار و ركبوو العربيه وراحووا على الموول



في الموول كانو واقفين كلهم في نص المول



مختار: بصوا يا جماعة، إحنا في المول دلوقتي وكل واحد يختار لبسه بسرعة عشان ما نفضلش طول اليوم هنا اشطاا و نجيب حجات مش غااليه قوي ولا رخيصه قوي عشتن ميبنش اننا بخله و كدا 


فارس: ما إحنا عارفين إنك بخيل ومش عايز تدفع حاجه يا جلددة 


رنا: ههه ياااه، بجد يا مختار حتى في لبس العيد بخييل كماان يا اخي حراام عليك انا مش عارفه هتجوزك ازااي بصراحه 


كيان بتهزر: لا لا، أنا بقول نسيب مختار هنا يبيع من هدومه عشان يوفر فلوسنا.



مختار رفع حاجبه وقال بثقة: "أنا بخيل طب بصوا بقى أنا أول واحد هدخل وأشتري، وأي حد يتأخر هدفع له بس لازم يلبس اللي أنا أختاره اشطاا 


فارس ورنا وكيان بصوا لبعض بصدمة، وبعدين انفجروا ضحك. دخلوا المحل، وكل واحد بدأ يدور على لبس العيد.


رنا: أنا عايزة فستان يكون لونه ناعم وكيوت.


كيان: وأنا عايزة حاجة تكون ستايل ومختلفة، مش زي كل سنة كداا 


فارس: أي حاجة رجالي وخلاص، أهم حاجة تكون مريحة


مختار (وهو بيقلب في الرفوف): طيب، بس خلوا بالكم، أي حاجة سعرها فوق الميزانية هتتشال من الفاتورة بتاعتي، فاهمين



كيان رفعت تيشيرت غريب وقالت بمكر: "طب إيه رأيك تلبس ده في العيد؟" كان التيشيرت عليه رسومات أطفال وكتابات غريبة و وحش جداا 


فارس ضحك وقال: آه صح دا يليق عليك يا مختار، فيه روح البخل بتاعتك كداا



عفاف: اسكوتي بقى دا مش بخل دا هو بيوفر عشان مصريف جوازه



كيان: ممكن بردو يا طنط بس هو من يومه كدا 


مختار بص لهم بتهديد وقال: "كلكم هتندموا… بس بعد العيد عشان رمضان و كدا مينفعش اضربكم حرام بردو 


كيان: ماشي يا عمم مش هنتكلم تااني 



رنا: ايه رايك في الدرس دا يا كيان



كيان: واو جميل بس لو لون تاني هيبقي احللي 



جابت رنا درس لونه احلى و دخلت قاستو



رنا: هاا ايه رأيكم 



مختار: اووعي ايه الجمداان دا ببس



فارس: ولا احتررم نفسسك



مختار: ماشي يا سيدي 



كيان: طب ايه رابكم في الطقم داا



فارس بديق: بنطلوون لا يا كيياان



كيان: لييه بقى انشاء الله 



فارس: كدا انا اتفقت معاكي بلاش بناطيل 



كيان: خلاص هلبس المرادي بس لانه لاق على الطقم اووي 



فااررس: لا لا لا يا كيااان و اخر كلاممه



كيان: اووف ماشسي يا فارس ماشي 


الصدمة عند الكاشير – نسخة المول!


بعد ما لفوا في كل المحلات،جابوا هدوم العيد وأحذية وشنط وإكسسوارات،  دخلوا عند الكاشير بكل ثقة، فاكرين نفسهم فاهمين الدنيا، لحد ما بدأ الحساب.


الكاشير وهو بيبدأ يحسب: قميص رجالي بنطلون جينز، فستان بلوزة جيبه تبشرت رجاالي اربعه كتشات ، شنطة، برفانين حريمي و اتنين رجالي



الراجل: يبقى كدا الحساب كلوو على بعضوو عشر تلاف جنيه


فارس وهو بيبلع ريقه:احمس ايه كل داا لا لا في حاجه غلط اكييد المكنه دي خرباانه 


مختار وهو بيشاور على الكاشير: أنت بتحسب ولا بتطلب فديه مننا ولا ايه النظام 


كيان وهي تمسك الفستان بتاعها: ده كان عليه خصم، مكتوب عليه ٥٠٪؜، يعني مفروض يطلع خمسميه مش ب الف يا عم انت 


الكاشير وهو مبتسم ابتسامة سادية: الخصم كان على موديلات السنة اللي فاتت، و انتي اخترتي اللون الجديد فا بالتاالي مفيش خصم 


رنا وهي تبص لشنطتها الجديدة: حد يعرف لو رجعناها يرجعوا لنا فلوس كاش ولا كوبون


الكاشير ببرود: كوبووون


مختار : يعني إيه كوبون، يعني لازم أرجع أشتري حاجة تانية وأتعذب تاني لا لا لا مستحييل 


فارس وهو بيحاول يتمالك أعصابه: طب الحساب النهائي كام؟


الكاشير ببرود وهو بيطبع الفاتورة:عشر تلاف جنيه يا فندم 



كيان وهي بتحاول تتنفس: إحنا اشترينا هدوم ولا استثمرنا في العقارات؟


مختار وهو بيبص في الفاتورة: ليه الكتش  بـ١الف و تمنوميه ها لييه ده المفروض يخليني أطير، مش أمشي بقى 


رنا وهي بتهمس: حد معاه سكر، أنا حاسة بدوخة و هيغم علياا قريبب 


فارس وهو بيحسبها في عقله: طيب، ناخد إيه ونسيب إيه؟


كيان وهي بتحاول تكون منطقية: ممكن ناخد الصور اللي صورناها مع الهدوم ونسيب الهدوم نفسها


مختار وهو بيحاول يساوم: طيب لو دفعنا نص دلوقتي والنص بعد العيد ينفع 


الكاشير وهو بيتحكم في اعصابع  الدفع كااااااااش يا فندم 


فارس وهو بيطلع بطاقة البنك: آه يا قلبي خد خد البطاقه و خد قللبي معااها كمان



اخد. منه الكاشيرر بقرف و قال لنفسه: ناس نتننه بصحيح 


دفعو و خرجو من الموول و راحو على البيت 


بعد ما رجعوا من المول، كان كل واحد فيهم مهدود من التعب، بس لسه الليلة طويلة…


في بيت كيان، كانوا كلهم قاعدين في الصالة، الأكياس متكومة في كل حتة، و كيا كانت قاعدة على الأرض بتفرز الحاجة.


الجلال: طيب يا جماعة، كده كل واحد جاب لبسه ناقص إيه تاني


كيان وهي بتمط جسمها بتعب: ناقص نرتاح شوية قبل ما نكمل عميل البتفور و الحجات المهببه دي 


مختار وهو بيقلب عينه: بتفور  إيه حرام عليكب أنا دماغي بتلف، بجد لو حد جاب سيرة حاجة تتعمل في المطبخ هنهار مش قادررر


كيان رمت نفسها  على الكنبة: لأ إحنا لازم نرتاح شويتين تلاته 


لكن قبل ما يفرحوا بالراحة، سمعوا صوت اجلال  جاي من المطبخ:


اجلال : يلا يا عيال، قوموا عشان نلحق نكمل الحاجات اللي ناقصة الواقفه بكرا و خلاص ااعيد داخل علينا كل سنه وانتو طيبين 


فارس بصوت مكتوم: يا ساترررر، الست دي بتراقبنا بالكاميرات ولا إيه انا هتششلل 


كيان وهي بتتصنع الحزن: آه يا رجلي، آه يا ضهري، مش قادرين نقوم يا أمي اعتبرينا مرضى، نحتاج استراحة طبية يا ولليه 


مختار و هو  بيحاول يستخبه  ورا الكنبه: ياررب ما تشوفي ياربب متشوفي يارربب




كيان بصوت درامي وهي بتححط إيدها على قلبها: مش قادرة خلاص، أنا رايحه عند جدتي في الجنة سلمولي علي كل اصحابي 


لكن اجلال دخلت عليهم وهي شايله صينية شاي، وبصت لهم نظرة مرعبة:


اجلال: محدش هيتهرب،قاعدين بتتكلموا ومتحركتوش ليه هااا


كيان بسرعة وهي بتضحك بخوف: لا لا خلاص، قوم  يلا يا مختتار احنا عندنا مسوؤليات 



وقاموا كلهم يجروا على المطبخ قبل ما أمهم تستخدم سلطتها المطلقة في فرض العقوبات، وبدأت الجولة التانية من تحضيرات العيد


و اخيرااا جه يوم الوقفه 


كيان كانت واقفة في المطبخ، لابسه الجوانتي، وشها مرسوم عليه علامات الإعدام  قدامها جبل من الصحون اللي لازم تتغسل.


كيان وهي بتهمس لنفسها: هو أنا بنتهم ولا خدامتهم ليه كل حاجة أنا اللي أعملها أنا طالعة عند ربنا النهارده، حاسه بروحي بتطلع خلاص


رنا وهي داخلة المطبخ بحماس: إيه يا كيان فاضلك قد اييه انا جيا اتنيل و اقعد. معاكي 


كيان بعيون ميتة: فاضل عمري يخلص


رنا بضحكة خبيثة: يلا يا حبيبتي، انجزي أمي وأمك برا مترصدين لأي حركة مريبة، يعني لا هروب ولا مقاومة


كيان وهي بتحط إيديها على صدرها بمبالغة: طب استني، قبل ما نموت تعالي نعمل اسكين كير لي بشرتنا 


رنا وهي بتفكر: آه، والله فكرة، طب نعمل إيه النهردة الواقفه بقى و كداا 


كيان: اكيد يا هبله هنعمل اسكين كيير و نهتم ببشرتنا الى ذي جعفر دي 


رنا وهي بتقعد جنبها بحماس: تمام، بس بسرعة قبل ما حد ييجي


كيان طلعت الكريمات والماسكات، وقعدوا يعملوا روتين كامل، سكراب وماسكات وعناية كاملة، وسط همهمة التحضيرات والصوت العالي برا.


كيان وهي بتبص في المرايا: حاسة إن وشي رجع للحياة


رنا وهي بتلمس خدها: آه، بس لو ماما شافتنا قاعدين كده وإحنا المفروض نشتغل، هنودع الحياة تاني


وفجأة… الباب اتفتح، ولقوا أم كيان واقفة و حاطه ايدها في وسطها  وعينيها بتلمع .



اجلال  بصوت مرعب: إنتو قاعدين تهتموا ببشرتكم بدل ما تخلصوا الشغل يا حمييرر 


كيان وهي بتحاول تخفي الكريم بسرعة: لأ لأ، إحنا كنا بنحط… معجون حلاقة 


رنا بسرعة: آه آه، كنا بنجرب بس 


أم كيان وهي بتغمض عينيها بنفس طويل: خمس دقايق وتكونوا واقفين في المطبخ، وإلا هتحلقوا روسكم بدل بشرتكم


كيان وهي تهمس لرنا: أهوه، كده البشرة هتبقى ناعمة للأبد، من غير شعر حتى هههه



رنا: اناا ماال امي انا خلصصت في بيتنا اجي انظف في ببتكم انا لبييه



كيان: حظك بقى



وقاموا بسرعة يكملوا شغل البيت 




بعد ساعتين من الشغل اللي حسوا فيه إنهم بيبنوا الهرم الرابع، كيان ورنا أخيرا انتهوا من تحضير كل حاجة. لي الضيوف الى هتيجي يوم العيد و  جهزوا البيت بو خلو وردة مفتحه وكل .


كيان وهي بتشد رنا: رنا يلا بقى ندخل نعمل ماسكات تاني، وندي البشرة حقها قبل العيد إحنا استهلكناها النهارده


رنا وهي بتتنهد: أيوة، أنا حاسة إن وشي اتغسل بمياه الصحون مش بمياه طبيعية


دخلوا الأوضة بسرعة، وطلعوا الماسكات، بس المرة دي قرروا يجربوا حاجة جديدة… ماسك الفحم الأسود اللي بيخلي الوش أسود زي قلب العفريت.


كيان وهي بتقرا العلبة: ده بيشيل كل الشوائب ويفتح البشرة


رنا وهي بتشم الكريم: ريحته غريبة، بس يلا… احنا أسوأ من كده مر علينا


بعد خمس دقايق، كانوا قاعدين على السرير، ووشهم كله مغطي بماسك الفحم، عيونهم بس ظاهرة، وقاعدين يستنوا ينشف.


وفجـــأة، الباب اتفتح بعنف، ودخل فارس ومختار!


فارس: تعالو يا عيال احنا و قطع كلامه لم شااف وشهم 


مختار بعد ثانية واحدة من استيعاب المنظر: يا نهار أسود إيه دااااااااا


فارس وهو ماسك ضحكته بالعافية: حد يفهمني… إيه الكائنات الفضائية اللي في الأوضة دي فين تختي و خطبتتي 


كيان وهي بتضرب كف على كف: انتو بتدخلوا كده من غير استئذان ليه ما تخبطو على الباب يا شويه بقر 


مختار وهو بيقرب عشان يتأكد: لا لا استني… انتو فعلاً كيان ورنا ولا إحنا في فيلم رعب ولا ايه 


فارس وهو بيقع من الضحك: يا جدعان إحنا في الوقفة مش الهالوين دا ايه العار داا 


رنا وهي بتحاول تحافظ على كرامتها: دا ماسك… حاجة للبشرة… حاجة بناتية مش هتفهموها انتو 


فارس وهو بيشاور على وجهها: بس انتِ كده شكلك زي حد طالع من رماد بركان يا بنتي 


مختار وهو بيكتم ضحكته: ولا كأنكم شخصيات من فيلم كارتون مرعب


كيان وهي بتتكلم بحكمة: إنتو بتضحكوا دلوقتي… بس لما تشوفوا جمالنا بعد ما نشيل الماسك، هتتمنوا تبقوا زينا ها 


فارس وهو بيبص لمختار بضحكة: تتوقع نشترك معاهم و نبقى جمماال ذيهم كدات 


مختار وهو عامل نفسه بيفكر: والله الفكرة مغرية، بس أنا بحب شكلي الطبيعي، الرجولي، اللي بعيد عن الحاجات دي 


كيان وهي بتضيق عيونها: خلاص، انتظروا، خمس دقايق ونشيله، وساعتها نشوف مين اللي هيضحك على التاني


وبعد خمس دقايق، بدأوا يشيلوا الماسك… والمصيبة حصلت.


رنا وهي تحاول تشيله: إيه ده ليه لازق كده مش رااضي يتشال 


كيان وهي تحاول بكل قوتها: حد يجيب لي سكينة أشيله بيها مالوو كدا هو بايظ ولا ايبه 


فارس وهو بيتشقلب من الضحك: الله يرحمكوا، كنتم طيبين والله 


مختار وهو ماسك بطنه من كتر الضحك: أظن كان المفروض تقروا التعليمات الأول يا فشللة 


رنا وهي بتحاول تخفي الألم: لا لا، دا جزء من التجربة، طبيعي جدا دا يحصل 


كيان وهي بتهمس لرنا: وجهيييييييييي بيتقشر مع الماسك يا رنا يمصيبتي السوودة 


رنا بصوت منخفض: بس لا تبيني الألم، نحافظ على الكرامة شويه 


فارس وهو بيتسند على الحيطة من الضحك: خلاص، أنا مش قادر، أنا بعيط من كتر الضحك، عيد سعيد يا كيان، عيد سعيد يا رنا، كان نفسي تهتموا ببشرتكم بس مش كده انتو حولتو نفسكم من جعفر لي دركولا 


كيان وهي بتغمض عيونها: مش مشكلة… البطل الحقيقي هو اللي يتحمل الألم… بس انتظر، يا فارس انت و مختار… دوركم هييجي، هتشوفوا بنفسكم


مختار بسرعة: لا لا لا، إحنا رجالة، مش بنعمل الحاجات دي 


فارس وهو بيرجع للي ورا : لو قربتوا مني بالماسك دا، أنا هعتبرها إعلان حرب 


كيان وهي تبتسم بخبث: الحرب ابتدت فعلاً… استعدوا لانتقام ملكات الجمال



فارس: هههه ملكات جممال اتنيللي 


وانتهت الليلة بضحك وصراخ و هزار و مشاكله فارس و مختاار في رنا و كيان



و باتو كلهم في شقه مختار نام مختار هو و فارس في اوضه و رنا و كيان في اوضه 




أول ما بدأ الفجر يطلع، صوت التكبيرات غطى الشارع كله. من الشبابيك والبلكونات، ومن التلفزيون، ومن الجوامع اللي صوتها كان داخل كل بيت، كان واضح إن العيد أخيرًا وصل


فارس وهو بيتقلب علي سريره: الله أكبر الله أكبر، يا نهار أبيض، العيد جي بسرعة ولا أنا اللي كنت نايم ولا اييه 


مختار وهو بيحاول يفتح عيونه: لا يا خوياا دا العييد قوزم بقى مش سامع صوت التكبيرات الى تفتح النفس ياااه بجد على الشعور



فارس: غعلا شعور جميلل جداا 


أما كيان ورنا، فكانوا خلاص قايمين، وشكلهم لسه حاسين بآثار ماسك الفحم اللي حطوه امبارح.


رنا وهي بتبص في المراية: أنا بحلم ولا دا بجد  بشرتي صافية كده حقيقي 


كيان وهي بتعدل شعرها: أنا قلتلك، المعاناة دايما تستاهل 



قامو دخلو الحمام و جهزو نفسهم 


بعد شوية، الكل كان لابس لبس العيد، والريحة الجميلة بتاعة البرفانات والبخور ماليه البيت. الأولاد نزلوا مع الرجال على الجامع، والبنات بدأوا يحضروا البيت لاستقبال الناس بعد الصلاة.


كيان وهي بتزغرط: العيد جاااااااااااااه


رنا وهي بتهز راسها: يا بنتي استهدي بالله، إحنا لسه ما خدناش العيدية


كيان وهي بتضحك: طيب يلا بسرعة، مستنيين إيه؟ الصلاة هتبدأ!


نزلوا بسرعة على الجامع، الشوارع كلها كانت مليانة ناس، الكبير والصغير، كله لابس أحلى لبس، كله بيضحك، كله حاسس بفرحة غريبة ما تتوصفش.


لما بدأ الإمام في تكبيرات العيد، الكل بصوت واحد قال:

"الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله… الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد"


رنا وهي تبص على الناس: بحب العيد أوي، حساه حاجة بتلمنا كلنا مع بعض كدا 


كيان وهي بتبتسم: آه، والأحلى لسه جاي… العيدية  



رنا: ههههه


بعد الصلاة، بدأت السلامات والبوس، كل واحد بيقول للتاني: "عيد سعيد"، والأطفال بقى على وضعية الصيادين، بيستهدفوا الكبار في العيلة عشان يجمعوا العيديات.


فارس وهو ماسك جيبه بإحكام: أنا مش هتسرق، أنا مش هتسرق فاهمين 


مختار وهو بيحاول يهرب من الأطفال: حد يلحقني، دول مش أطفال، دول عصابة!


كيان وهي تمدّ إيدها لعمها: العيدية بقى يا عمو، إحنا كبرنا بس برضو بنستاهل


العم وهو بيضحك: ماشي، بس وعد إني ما أشوفش حد بيشتري بيها شوية حاجات مالهاش لازمة و صوريخ و الحجات دي 


رنا وهي بتخطف الفلوس بسرعة: طبعا طبعا، هنبقى نشتري بيها حاجات مفيدة أوي… زي شبسي وكوكاكولا


بعد لفة العيديات، رجعوا البيت، وقعدوا كلهم في الصالة، يوزعوا الحلوى ويضحكوا، وكان واضح إن الفرحة أكبر من أي فلوس.


فارس وهو بيبص حواليه: العيد مش بس عيدية… العيد ضحك، ولمة، وناس تحبهم حواليك


مختار وهو بيرفع حاجبه: آه، وكمان العيدية… ما نحاولش نكون فلسفيين أوي


كيان وهي بتضحك: خلاص يا جماعة، خلونا نكمل اليوم، في لسة فسحة، وأكل، وأحداث كتير قدامنا



طلع فارس من جيبه ظرف كبير و عطاه لي كيان



فارس: يلا هطر اقولها كل سنه و انتي عيدي يا كياني 



كيان: يالهووي اخيراا حد قالهالي 



فارس: اي خدمه يا مزتتي 



مختار راح عند رنا و عطاها ظرف كبير ذي بتاع كيا و عطاهولها



مختار: كل سنه و انت قللبي كل سنه وانت جنبي كل سنه و انت الخبب كل سنه و انت التووبب اهه كل سنه لييه بتحلوو واكل منه كل الجوو كل سنه و انا لازق فييك و انا اقرربب حد لييك 



رنا: هههه دي اغنيه رمضان يا اهببل



مختار: ما اناا عاارف بس اي منظر و خلاص  مش لاوم ناخد الكلمه من فارس 


العيد لسه مخلصش، ولسه في حاجات كتير هتحصل… بس الأكيد إن الضحك واللمة والفرحة هم الحاجات اللي هتفضل في الذاكرة طول العمر!


العيد مع المجانين_ حكايات شروق للقصص الكاملة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال