مجانين فى عيد الاضحى

 




*بـقـلـم الـڪاتـبـه المـبدعـه والـمـتـألـقـه: روديـنـا أحـمـد*



*وبـقـلـم الڪاتـبـه المـبـدعـه: ريـنـاد مـحـمـد*


*مـسـاء  الـسـكـر يـا نـاس يـا سـكـر وجـيـنـا لـيـكـم بـي اسـڪـريـبـت جـامـدد جـداا بـقـلـم الـمـبـدعـه روديـنـا احـمـد واڪيـد طـبـعـا هـيـعـجـبـڪم زي عـادتـي♡*


*وقـبـل ما نـبـدأ بـيـنـا نـصـلـي عـلـى سـيـدنـا مـحـمـد اللـهـم صـل وسـلـم وبـارك عـلى سـيـدنـا مـحـمـد وقـبـل ما نـبـدأ بـيـنـا نـسـمـي بالله ونـبـدأ مـن غـيـر ڪلام ڪتـيـر♡* 


*~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~*


بتبدأ حكايتنا عند ريناد الي كانت نازله من المطار بعد ما رجعت من امريكا ل القاهره عشان تقدي عيد الاضحى مع جدها وعيلتها 


فا بتطلع التليفون وبتتكلم مع جدها والي اسمه محمود: ايوه يا جدو انا لسه نازله من الطياره وفي المطار هو انا في حد هيجي ياخدني ولا لا. 


محمود قال: اه السواق هيجي ياخدك. 


ريناد: ماشي يا جدو. 


وبتقفل معاه وبعد شويه بيجي السواق وبتركب وبتبص للسواق وبتقول: مش انتَ محسن؟!. 


بيقول السواق: ايوه انا محسن السواق. 


ريناد ابتسمت وهي بتقول


ريناد: والله يا محسن انت زي ما انت معقول لسه بتشتغل مع جدو؟! ده انا فاكرة من وانا عندي ١٠ سنين وانت بتوصّلني المدرسة


محسن ضحك وقال وهو بيعدل المراية


محسن: وانتي كمان ما اتغيرتيش بس كبرتي وبقيتي آنسة بسم الله ما شاء الله لا وكمان راجعة من أمريكا ده جدك مش ساكت من ساعة ما عرف إنك جايه البيت مقلوب يا بنتي.


ريناد: جدو ده حبيبي والله واحشني أوي... قولي خالتي عاملة إيه؟ وعمو؟ و... مالك عامل إيه؟!


محسن ابتسم ابتسامة خبيثة كده وهو بيقول


محسن: ما شاء الله... أول سؤال عن مالك؟! أهوه موجود شغال مع عمه في شركة العيلة وبقى راجل يا بنتي، بس لسه العند بتاعه هو هو ما بيتغيرش.


ريناد: يااه كنت فاكرة إن العند ده هيخف شوية بس باين عليا هنتصدم لما أشوفه


محسن: ما تتصدميش أوي مالك اتغير في حاجات... وبرده لأ في حاجات تانية بس لما تشوفيه بنفسك احكمي.


ريناد بصت من الشباك وهي ساكتة بتحاول تسترجع ذكرياتها في الشوارع دي، ريحة البلد، الزحمة، الناس، الكلاكسات... كل حاجة وحشتها،حتى دوشة القاهرة.


بعد حوالي ساعة ونص من الطريق بسبب الزحمة وصلوا قدام فيلا عيلة الجد كانت الفيلا ضخمة وأنيقة واجهتها بيضا وسور طويل فيه حارس قاعد على البوابة.


محسن دخل بالعربية من الباب وركن قدام المدخل نزل وفتح الباب لريناد:


محسن: اتفضلي يا آنسة يالي جايه من امريكاا. 


ريناد نزلت وهي بتضحك


ريناد: هتفضل تناديني كده؟ أنا مش راجعة من المريخ ده أنا جاية من أمريكا مش من كوكب تاني


محسن ضحك وقال


محسن: والله ونورتي بيت العيلة.


ريناد خدت شنطتها ونزلت وبمجرد ما فتحت باب الفيلا لقيت خالتها سعاد جاية تجري عليها.


خالتها سعاد: ياااا بنت أختي يا روح خالتك تعالى حضني وحشتيني موتتت


ريناد حضنتها بقوة: وأنا أكتر والله وحشتيني يا خالتي أوي أوي.


وهي لسه في حضنها ظهر من وراها عمها عصام راجل وقور في الخمسينات له هيبة كده حتى وهو ساكت.


عصام بابتسامة هادية: نورتينا يا ريناد البيت منور بوجودك.


ريناد: الله يخليك يا عمو والله أنا اللي مبسوطة إني رجعت.


وفجأة وهي بتبص حواليها سمعته.


صوت رجولي جامد جاي من السلالم:


؟؟: فين الهانم بتاعة حواري أمريكا؟!


ريناد التفتت بسرعة وقلبها ضرب مرة واحدة لما شافت واقف على أول السلم... مالك.


مالك كان طالع من السلم لابس قميص أبيض وبنطلون اسود شعره متسرح ووشه فيه حدة، عيونه سمر، ونظراته كلها تحدي.


ريناد حاولت تخبي توترها وهي بترد


ريناد: أنا الهانم بس لسه مش بتاعة أمريكا... ده مجرد سفر مش اكتر يا مالك…! 


مالك قرب منها بخطوات تقيلة كأنها بتهز الأرض ووقف قدامها وقال


مالك: رجعتي يا ريناد... رجعتي بعد كام سنة نسيتي فيهم كل الناس هنا.


ريناد وقفت قدامه وابتسمت ابتسامة كلها ثقة وقالت


ريناد: لا نسيت ولا هانسى... بس أنا رجعت وشكلها هتبقى رجعة طويلة.


مالك بابتسامة خفيفة بس عينه بتلمع: أيوه... وأنا متأكد إن الرجعة دي مش هتعدي على خير.


ريناد: هنشوف يا مالك... الأيام دايمًا هي اللي بتحكم.


خالتها سعاد قطعت الجو المشحون بينهم وقالت:


سعاد: خلاص بقى ادخلوا جوه ريناد تعبانة وجعانة أكيد.


ريناد: بصراحة بقى لو مفيش كوارع ومحشي، أنا هرجع أمريكا


ضحك الكل حتى مالك ابتسم رغماً عنه  وريناد دخلت وهي حاسة إنها رجعت فعلاً... بس المرة دي الرجعة دي مش عادية.


وبعد شويه بتقول سعاد: يلا بقى عشان نروق البيت والادوار هتتقسم حسب الشقه يلا


وبدأت سعاد تقسم الادوار وقالت: انتي يا ريناد هتكنُسي وهتشيلي السجاد تغسليه وبعد كده هتمسحي وهتسيبي السجاد ينشف وشغلي عليه المروحة وانت يا مالك هتشيل الفرش بتاع الكنب وتحط غيره  وتلمع التسريحة وكل حاجه وتغير الملاية بتاعت السرير في كل اوضه يلا



وفعلا كلو بدأ يعمل حتى سعاد لغاية ما بتقول ريناد في النص قالت: 

خالتو سعاد انا تعبت خلاص ومش قادره اكمل 


سعاد: بطلي دلع يا ريناد هو يوم وهيروح لي حاله قومي يلا كلنا شاغلين ده حتى الراجل الي هو مالك شغال اهو 


ريناد وهي بتقول بعصبيه: ده انا هناك يا خالتو كنت مش بعمل حاجه خالص اجي هنا تشغلوني يرضي مين يعني


بيخرج مالك وهو بيقول لي سعاد: خلاص يا ماما انا هعمل انا السجاد وهي تلمع كل حاجه وتغير الملايات


ريناد: ايوه انت احسنن اخ في الدنيا دي كلها


قال مالك بحسره في سره: اخ يا ريناد ده انا… انا حبيتك ف الآخر تقولي اخ 


وبعد كده بيكملوا كل حاجه لغاية ما بيخلصوا وبيقعدوا كلهم وبتقعد ريناد تشد في شعرها وتقول: 

اه يا رجلي اه يا دراعي الي باظ اه يا جسميي الي مش حاسه ييه

مين كان السبب؟! مين اللي قالي إن التنضيف متعة؟! كدب… كدب وكلو كدب


مالك واقع جنبها وهو بيبص في السقف:

مالك:

الحمد لله إننا لسه عايشين… أنا كنت هموت وأنا بغسل السجادة دي


ريناد:

نفسي في واحد عصير مانجا ساقعع… ونومة عشرين ساعة… ومفيش حد يندهلي فيها خالصص عشان انا تعبتت. 


وفي الوقت ده بيخش عصام بالجزمة الي كانت مش نضيفه خالص والارض بتتبهدل فـ بتقول ريناد: لالا كده كتيير وربنا كده كتير الي بيحصل ده انتوا بتعملوا فينا كده لييي


بيقول مالك: لي كده يا عمي لي


وبيخش بعديه الجد محمود والجزمه برضو كانت مش نضيفه وساعتها ريناد بيغمى عليها بسيب الي حصل في الشقه 



وبليل قبل اذان الفجر بـ ساعه


بتقول سعاد: يلا عشان نتسحر اي انتوا هتناموا من غير سحور 


ريناد بتقوم وهي نعسانه وبتقول: حاضر انا قومت اهو


سعاد بتخش اوضه مالك وبتلاقيه بيلعب جيم ببجي مع صحابه فـ بتقول: قوم يلا وكفايه لعب يالا انت


مالك: يوووه حاضر يا ماما


 اما سعاد كانت واقفة بتجهز السحور وبتحط الفول والبيض والجبنة على السفرة.


سعاد بصوت عالي:

يلااا يا ولاد السفرة اتحطت حد ينده عمكو عصام بدل ما أقومله أنا كمان


ريناد وهي ماسكة كوباية ميه وبتشرب منها:

أنا هندهه يا خالتو شكله نايم على الكنبة من كتر التعب.


ريناد بتروح الصالة تلاقي عصام فعلاً نايم بنص وعي بتقرب منه وتوشوشه بصوت ناعم:

عمو عصام  يلا قوم نتسحر ماما جهزت السفرة كلها.


عصام بيفتح عنيه بصعوبة وهو بيبتسم:

الله على النداء الجميل ده حاضر يا ستي أنا قمت.


في نفس اللحظة مالك بيخش المطبخ لابس نص ترينج وبيبص في الموبايل وسعاد بتبصله بحدة خفيفة:


سعاد:

هتسحر بالموبايل برضو؟ سيبه شوية عيش حياتك 


مالك وهو بيضحك:

ماشي يا ست الكل خلاص هقفل. بس لو خسرت الجيم كانوا هيزعلوا منّي.


يتجمعوا حوالين السفرة وكلهم قاعدين ريناد بتقشر بيضة عصام بيصب عصير ومالك بيحط فول في الطبق.


عصام:

على فكرة أنا اللي هعمل أحلى سندوتش فول النهارده، اللي يجربه هيطلبه مني كل يوم


ريناد بتضحك:

إحنا جايين نتسحر مش نفتح مطعم يا  عمو عصام 


مالك:

طب اسكتوا بقى اسمعوا دي… النهارده في الجيم في ببجي كنت راكب العربية وانقلبت بينا


سعاد بقلق: 

إيه يا بني؟ إنت بتلعب ولا بتخاطر بحياتك؟


مالك وهو بيضحك:

يا ماما دي في اللعبة مش في الحقيقة والله لو حصل كده بجد كنت هصرخ زي البنات.


كلهم يضحكوا  وسعاد تهز راسها وتبتسم، وتقول:


سعاد:

المهم إنكم تتسحروا كويس، اليوم طويل وحر ومحدش يقولي جعان العصر.


عصام:

لو جعنا نطلب دليفري سحور تاني عادي. 


ريناد تضربه على دراعه ضرب خفيف:

عيب يا عموو دي بركة يوم عرفة. 


سعاد تقوم تسكب كوبايات لبن للكل، وتقول بحنان:


سعاد:

ربنا يفضل جامعنا كده دايمًا، ويبارك في لمّتنا الحلوة دي.


مالك يحط ذراعه حوالين سعاد وعصام ويقول:

آمين يا ماما… يلا نخلص ونجهز المسلسل بتاع السحور



ريناد: يالا بكره يوم عرفة يعني احسن يوم والحلو كمان ان ربنا بيغفر سنه فاتت وسنه قادمه في اليوم ده


مالك: خلاص يا ستي مش هشغل حاجه 


والمشهد ينتهي وهم بيضحكوا وبيكملوا أكل على صوت أذان الفجر اللي بيبدأ يدوّي في الخلفية.




~~~~~~~~~~~~~


تاني يوم قبل يوم الوقفة بيوم 


ريناد قامت من النوم و اخدت شاور سريع و كانت هتنزل  تحت و هي نازلة من السلم  فجاة قالت سعاد بصوت عالي: 

لا ريناد ما تنزليش من هنا انا سبت الصابون على السلم 


بس فجاة ريناد وقعت من من السلم و قالت بوجع:

ااه يا ضهري دي بتوجع اوي اااه مش قادر اقوم 


سعاد بقلق:

ريناد انتي كويسة معلش يا حبيبتي بس انا افتكرت انك مش هتنزلي دلوقتي 


ريناد بهدوء:

خلاص انا كويسة يا خالتو ما تقلقيش مافيش حاجة


وفي الوقت ده دخل مالك من الباب بستغرب من الصوت و اول ما دخل كان مش قادر يمسك نفسه من الضحك على منظر ريناد 

واتكلم مالك وهو بيضحك: 

هههههه شكلك يضحك اوي يا ريناد هو ايه اللي حصل عشان تقعي كده انتي مش عجبك النوم على السرير في الاوضة عشان كده هتنامي على السلم ولا ايه 


ريناد كانت اول مره تشوف مالك بيضحك كده وفي الوقت ده ريناد كان  قلبها بدا يدق بسرعة و حاولت تخفي مشاعرها و اتكلم بنبرة باردة: 

لا بجد وانت فرحان كده ليه و بتضحك كمان الدرجه دي شكلي بيضحك


مالك وهو باصص عليها بهدوء: 

شكلك بيضحك جدا جدا 


ريناد وهي بتفتكر الذكريات: 

طب انت السبب فاكر زمان لما كنت في النادي و بلعب وانت قولت ان في كلب وانا رحت جريت بسرعة و فجاة وقعت و  رجلي  اتكسرت ممكن تكون لما رجلي اتكسرت اثرت عليها في المستقبل 

 

 

مالك ببرود: 

ما هو كان في كلب وراكي و بعدين انا مالي هو حد قال لك اقعي 


ريناد بهدوء: 

خالتو اساعدك في ايه عايزة اشتغل معاكي 


سعاد برفض: 

لا لا ارتاحي انتي فوق وانا هعمل كل حاجة


ريناد بعند: 

لا انا عايزة اشتغل معاكي كده الشغل عليكي هيكون كتير انا هعمل حاجات بسيطة بس ولو تعبت هطلع فوق


سعاد: 

لا يعني لا وبعدين دي حاجات بسيطه من امبارح مش اكتر


ريناد كانت لسه هتتكلم بس قطع كلامها صوت مالك اللي قال بستغرب: 

ما خلاص بقى لا يعني لا اطلعي فوق ولو عليزة تشتغلي اعملي الأوضة بتاعتك وبعدين هو في حد يقول لي الاراحة لا


ريناد بعصبية: 

اه في انا 


سعاد: 

خلاص يا ريناد اعملي الحديقة نظفي  الزرع وحطي فيهم ميه


ريناد: 

اشطا 

~~~~~~~

في الحديقة 


مالك كان قاعد و بيشتغل في الحديقة بكل تركيز و 

ريناد كانت بتحط ميه في الزرع و كانت ماسكة الخرطوم عشان ترش ميه على الحشائش بس فجاة جات في دماغها فكرة تحفة

ريناد نظرت على مالك بنظرة شر و 

ماسكت الخرطوم و وقفت من ورا

مالك وفجاة رشت على مالك ميه وطلعت تجري 


مالك بصدمة: 

ايه اللي حصل ده 


ريناد وهي بتجري: 

ولا حاجة كمل شغل 


مالك: 

طب تعالي كده طيب 


ريناد: 

لا طبعا 


مالك: 

متخافيش بس 


ريناد: 

لا طبعا الجري نص الجدعنه


مالك طلع يجري وراها وهو بيضحك 

وبعد وقت من الهزار و الضحك جه ميعاد الغداء

~~~~~

على سفرة الاكل 


كان الجو صامت بس ريناد قطعت الصمت ده وقالت: 

جدو انا عايزة انزل اجيب كام حاجة


محمود: انزلي يا بنتي مع مالك هو كان رايح يخلص شوية حاجات.


ريناد اتصدمت: مع مالك؟!


مالك وقف وهو بيشرب آخر بق الجاي:


مالك: هو جدو قال... يبقى خلاص يلا يا هانم.


رناد غمغمت وهي بتقوم: ياااه يا قلبي استعد... رايحة مع مالك.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


في العربية الطريق للسوق الشعبي


ركبت ريناد جنب مالك وكانت مشغولة بموبايلها بس حسّت بعينه عليها.


مالك: بتصوري الاستوري بتاعة الرجوع؟ ولا هتنزلي بوست؟


ريناد من غير ما تبص له: لا بدوّر على أرخص كوارع.


مالك ضحك لأول مرة بصوت واضح: لسه دمّك زي ما هو.


ريناد: وأنت لسه سخيف زي زمان... بس شكلك بقى أفخم.


مالك بنظرة جدية


مالك: وإنتي لسه بتقربي وتبعدي... ما بتحبيش تثبتي في مكان.


ريناد: ده لأن الأماكن اللي كنت فيها مش شبه قلبي يا مالك... بس يمكن أكون لقيت المكان اللي هثبت فيه.


سكت مالك... وساب الجملة تتردد في قلبه أكتر من ودنه.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


في السوق  وسط الزحمة والصوت العالي


ريناد ماشية وسط الزحمة بتشتري حاجات ومالك ماسك الكيس كل البياعين بيزعقوا وهي بتضحك.


فجأة شافت طفل صغير بيعيط كان تايه قامت بسرعة وجريت عليه وركعت جنبه.


ريناد: حبيبي مالك؟ ضايع من ماما؟


الولد: آه... ماما راحت ومش لاقيها.


مالك جه بسرعة وشاف الموقف قال بحدة:


مالك: استني هنا أنا هروح أدور عليها في المنطقة دي.


ريناد: لا أنا هروح معاك


مالك: ريناد اسمعي الكلام... خليكي معاه وأنا هرجعلك.


ريناد: مالك مش هسيبك تروح لوحدك... إحنا فريق.


مالك وقف وبصلها ولأول مرة شاف في عينيها خوف حقيقي واهتمام نقي.


مالك: طيب تعالي... بس خدي بالك من نفسك.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


وبعد شوية لقوا الأم والولد رجع لها والست قعدت تدعي لهم.


الست: ربنا يخليكم لبعض... باين عليكم مخطوبين ولا متجوزين؟


ريناد بسرعة: لاااا لاااا خالص إحنا بس... أصدقاء قدام.


مالك وهو بيقول بهدوء


مالك: يمكن نكون أكتر من كده... قريب.


ريناد بصت له وهي قلبها بيدق... سكتت بس وشها كان بيحمر.




وباليل رجعوا البيت والكل قاعد في الجنينة حاطين فوانيس وبيجهزوا للعيد.


خالتها سعاد: تعالي يا ريناد اقعدي جنبي مالك مش قاللي إنك شاطرة في لف المحشي؟


ريناد: طبعًا بس أنا بلفه بطريقة أمريكية.


الكل ضحك ومالك بص لها وقال


مالك: بس اللي شفته منك النهارده... كان مصري أصيل.


ريناد ردت وهي بتغمزله:


ريناد: وأنا كمان بدأت أشوفك بنظرة مختلفة يا مالك... ويمكن تكون نظرة طويلة المدى.



نهايه يوم الوقفة 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أول يوم العيد  صباح العيد في فيلا الجد محمود


ريناد صحيت على صوت تكبيرات العيد وهي بتتذاع من المسجد اللي جنب الفيلا كانت الساعة لسه 5 ونص الصبح بس الصوت دخل لقلبها زي نسمة برد في عز الصيف. فتحت الشباك وابتسمت ريحة الصبح وصوت العصافير وتكبيرات العيد.. حاجة كده ما تتوصفش.


ريناد خرجت من أوضتها على صوت الحركة تحت كانت خالتها سعاد بتجري يمين وشمال بتجهز الفطار والجد محمود واقف بيصلي ركعتين قدام البلكونة وعمو عصام لابس الجلابية الجديدة ومستعد للنزول على المسجد.


ريناد نزلت وقالت وهي بتضحك

ريناد: صباح العيد... إنتو بتبدأوا اليوم بدري كده دايمًا؟!


سعاد: ما هو يوم العيد يا بنتي.. واللي بيحب العيد بيصحى له من الفجر


محمود وهو بيحضنها: كل سنة وإنتي طيبة يا بنتي.. ونورتي بيتنا في العيد.


ريناد: وإنت طيب يا جدو.. أنا مش مصدقة إني هنا.


في اللحظة دي نزل مالك من فوق لابس جلابية بيضا مكوية وطرحة صغيرة على كتفه وريحة البرفان الرجالي الهادية كانت باينة.


مالك وهو بيعدل الساعة في إيده

مالك: جاهزين ننزل نصلي؟


عصام: يلا بينا.


ريناد: طب وأنا؟!


سعاد: روحي اجهزي بسرعة عشان ننزل مع بعض.


ريناد: 

حاضر

و ريناد جهزت و نزلت معاهم 


في الجامع الكبير  بعد شوية


الميدان كان مليان ناس.. الأطفال ماسكين صواريخ وبومب وبالونات والرجالة لابسين جلاليب جديدة والكل بيبتسم لبعض يسلّموا يتبادلوا الدعوات بالخير.


مالك كان ماشي جنب عمه، لحد ما شاف صاحبه القديم من أيام الطفولة.


صاحبه قال: يا واد يا مالك!


مالك لف وشه وابتسم ابتسامة مليانة ذكريات

مالك: يا واد يا كريم تعالى هنا يا ابن اللعيبة.


كريم: والله العيد بيكمل لما أشوفك.


مالك: وإنت لسه بتجري ورا البومب؟! والصواريخ 


كريم وهو بيضحك: أنا كبرت... بس جبت البومب لابني! تعالى بس شوفه اسمه زياد.


وخرج طفل صغير من ورا كريم ماسك رشاش تلج وراح رشه على مالك من غير مقدمات.


مالك: أهو بدأنا ده طالع لأبوه


كريم: استعد بقى إحنا مجهزين لهجوم السنة دي.


وبدأت المعركة...!


مالك نسى وقاره وشال جلابيته وراح جاب من عربية راكنة جنب الجامع كيس فيه بومب وصواريخ العيد ورشاش تلج مخزن شكلهم كانوا مستعدين.


وابتدت المطاردة

مالك بيجري ورا كريم وكريم وراه وزياد دخل في النص ومعاه أطفال تانين من المنطقة، والضحك ما بقاش ساكت  حتى الرجالة اللي في المسجد بعد الصلاة بقوا يضحكوا على المنظر.


مالك: ورااااك يا كريم والله لأرزعها في جيب جلابيتك


كريم: تعالى لو راجل أنا معايا صاروخ أرض جو يا عم


رششش

رشاش التلج ضرب في ضهر مالك وهو لف وقال:

مالك: مين اللي ضرب؟!


صوت من ورا: أناااااا


كان طفل صغير من العيال ومالك خد رشاشه ورش عليه وفضل يلف حواليه ويضحك زي العيال لحد ما لبسوا كلهم تلج في هدومهم.


الرجوع للبيت  بعد الصلاة والمطاردة


محسن كان مستنيهم بالعربية قدام الجامع ووشه كله بيضحك وهو شايفهم غرقانين في التلج.


محسن: مالك يا أستاذ مالك رجعت صغير ولا إيه؟!


مالك وهو بيشد الجلابية عليه

مالك: ده كريم اللي جرجني.. والعيال دول طلعوا عصابة!


ريناد اول ما شافت مالك: 

إيه ده؟! ده شكلك كنت بتحارب في العيد هههه


مالك بضحك: 

اه مع ابن صحابي و العيال


ريناد: 

طب ايه انا عايزة اشوف جاموسه وهي بتدبح


الجد محمود: 

يلا نروح ندبح 


~~~~~~

في مكان الدبح


الجزار كان واقف وماسك سكينة كبيره والجد محمود كان جنبه ومالك وعصام عشان يكتفوا الجاموسه و يمسكوها كويس

ريناد كانت واقفه على مسافه منهم خايفه في نفس الوقت عايزه اتفرج وعماله تضغط في صوابعها


سعاد: 

مالك يا ريناد 


ريناد: 

خايفة اوي و عايزة اتفرح


وفي الوقت ده الجاموسه هربت منهم والكل بدا يجري و الاطفال كانوا بيجروا في الشارع و ريناد 

كانت خايفه اوي متوتره مش عارفه تعمل ايه

وفجاه حست ان الدنيا بتلف بيها والجاموسه قربت منها وفجاه وقعت اغمى عليها

الكل كان في حالة من الرعب و الجد محمود و عصام قربوا من الجامسومة عشان يمسكوها و بالفعل عملوا كده و مالك قرب من ريناد الى كانت جنبها سعاد خايفة عليها جدا ومالك بدا يقرب من مناخيرها برفان و ريناد بدات تفوق 


مالك بقلق: 

انتي كويسة 


ريناد: 

اه 


سعاد بدات تساعد ريناد انها تقوم تقف و ريناد وقفت و جابوا ليها عصير وبدا الكل يطمن عليها

وبعد وقت بدوا تاني عشان يدبحوا الجاموسة بس المره دي كانوا مسكنها كويس و دبحوها

الكل كان فرحان وفي الى بيصور و اللي بيحط الدم على الجلابيه بتاعته ريناد كانت قرفانة اوي و مش تستحمل و رجعت كل اللي في بطنها 

سعاد بقلق: 

انتي كويسة 


ريناد بتعب: 

عايزة امشي من هنا 


الجد محمود اخد ريناد و ركبها العربيه عشان تستريح فيها ويمشي

و راحوا الفيلا

 ~~~~~~~

و بتعدي ايام العيد وفي يون من الايام 

كانت ريناد قاعدة في الاوضة بتفكر هي قعدت معاهم ايام العيد و ايام العيد خلصت المفروض انها خلاص ترجع امريكا من تاني بس ازاي وهي خلاص حبت قعده العيله واللمه بدل ما تقعد لوحدها هي دلوقتي حاسه انها مبسوطه معاهم عكس هناك كانت الحياه كلها عباره عن شغل ما فيش كلام ولا ضحك حتى من القلب زي هنا 


ريناد وهي بتفكر بصوت: 

انا عايزة اكمل هنا هنا في كل حاجة حلوة مع ناس بنحبها.. طب و الشغل؟ 

اشتغل هنا ما العيلة كلها كده ليه انا اخترت اشتغل هناك في بلد ما اعرفهاش 


قلب ريناد بدا يدق بسرعة و افتكرت مالك 


ريناد: 

يمكن كمان مش عشان الشغل بس عشان حاجة تانية 


ريناد قالت كده و نزلت وهناك العيلة كلها كانت 

 متجمعه عصام وسعاد والجد محمود ومالك


ريناد قربت منهم و  قعدت معاهم

 وقالت بهدوء: 

انا قررت قرار انا هكمل معكم هنا مش هرجع امريكا تاني


ريناد قالت كده بهدوء و بدات تشوف رد فعل

كل حد فيهم 


الجد محمود بفرحه ما تتوصفش: 

اخيرا يا ريناد قررت القرار ده اخيرا هنرجع نتجمع تاني والعيله كلها تكون جنب بعض


عصام بعيون مدمعه: 

احسن قرار يا بنتي كان فين القرار ده من بدري بجد احلى قرار يا حبيبتي 


سعاد بدموع الفرحة: 

بصراحة يا ريناد مش علرفة اقول ايه غير انك بجد فرحتني اوي بالقرار ده 


الكل بدا بتكلم بسعادة ما عدا مالك اللي كان باين  ان هو بيفكر في حاجه


مالك: 

طيب يا جماعة انا كمان قررت قرار واخلي الفرحه فرحتين انا عايزة اتقدم لك يا ريناد انا بحبك وعايز

اكمل حياتي معاكي انا بحبك ويمكن دي كلمة قليلة عن اللي في قبل 

مالك قال كده و بص للجد وقال: 

انا بطلب ايد ريناد من حضرتك يا جدو 

 

الجد محمود: 

انا موافق بس لما نشوف راي ريناد الاول


الكل بدا يشوف راي ريناد وهي كان وشها محمره اوي وقالت خجل: 

انا رايي من رايي جدو


الجد محمود: 

خلاص الفرح بعد اسبوعين


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


و جه يوم الفرح كانت ريناد قاعده في الكوشه هي و مالك 



ريناد و هي بتردد كلمات الاغنيه و باصه في عيون مالك: دي عنيك السود خدونني و في ليله سهرونني و باقينا لبعض ياه حبك ندانني خلاني حد تااني مش عارف مين انا يا اخلي الناس الى انا عاوزة لقيتو خلاص يا حبيبي ما انا كدا حالي احساس اول مرة يجيلي 



مالك: بحبك يا رنودة قلبي 


ريناد: و انا بمووت فيك 



في الوقت دا جات بنت جميلله جداا 


ريناد بصدمه: ماري حبيبتي انتي جيتي امتى 



ماري:انا جيت من السفر من شويه(شروق خليها تتكلم عربي مكسر) 



ريناد: واوو انا مش مصدقه انك جيتييي 



مالك: مين المزة دي يا رينو



ريناد ضربتو في كتفو: اخرص يا مالك الكللب




ماري: عن اذنك يا رنودة هروح اقعد على التربيزه الى هناك دي 



ريناد: ماشي يا حبيبيتي



سابتها ماري و مشيت



ريناد: يلا نرقص اسلو بقى



مالك: انا تعبت 



ريناد: يلا دي ليله في العمر




مسكت ايدو و راحت في نص القاعه و بداو يرقصو بكل حبب 



ريناد: بحبك بحبك بحبكككك




مالك: و انا بموت فيكي يا مجنونتي 



و بكدا تكون خلصت حكايتنا

مجانين فى عيد الاضحى _ حكايات شروق للقصص الكاملة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال